مراعاة المسلم حقوق جاره غير المسلم

أعيش في زنزانة مع غير مسلم، وأجد صعوبة في أداء صلاتي أمامه على الأرض، ويشعر أنني لا أحترم مشاعره بذلك، خاصة في صلاة الفجر، فهل أستطيع أن أؤدي صلاتي في سريري؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لجارك الذي قدر الله عليك أن تخالطه في الزنزانة جملة من الحقوق، منها:
حق الإنسانية: فهو إنسان له حقوق يتعين القيام بها.
وحق الجوار: وقد أوصى النبي ﷺ بالجار، وهو القائل: ««لَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُورِّثُهُ»»(1).
ومنها حق الدعوة: وهو حق يقتضي التألف والمداراة والصبر على الجفاء وسوء الخلق.
والذي يبدو أن تأذيه ليس من مجرد قيامك بالصلاة، بل بما يسببه قيامك لصلاة الفجر مثلًا من إيقاظ له وإزعاج لنومه، فيجب التفطن إلى ذلك، وألا تحدث من الضجيج والجلبة عند أدائك للصلاة ما ينغص عليه نومه، إلى أن يشرح الله صدره للإسلام.
وقد كان النبي ﷺ إذا دخل على أهله ليلًا يسلم سلامًا يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم(2).
واجتهد في دعوته إلى الله عز و جل ، فعسى الله أن يشرح صدره للإسلام ويكون لك نعم المعين في هذه المحنة التي أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل لك منها فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الوصاة بالجار» حديث (6015)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «الوصية بالجار والإحسان إليه» حديث (2625) من حديث ابن عمر رضي الله عنه .

(2) أخرجه مسلم في كتاب «الأشربة» باب «إكرام الضيف وفضل إيثاره» حديث (2055) من حديث المقداد بن عمرو رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend