قطع ابن الأخ اليتيم لعقوقه أباه قبل موته

تُوفي عمي وله ابن كان لا يعامله بشكل جيد في جميع الأحوال، إلا أنه في الفترة الأخيرة عندما مرض والده كان يحاول بِرَّه.
المشكلة أنه بعد وفاة عمي, أصبح والدي وجميع أعمامي الآخرين لا يريدون الاتصال بهذا الولد؛ لأنهم يرونه غير بارٍّ، وهم غاضبون منه جدًّا؛ لأنه كان لا يعامل والده بشكل جيد قبل ذلك، وبالتالي هو في نظرهم لا يستحق أن يسألوا عنه.
أحاول مع والدي أن أصلح الأمور بينهم رفقًا بهذا اليتيم، خاصة وأنه حاول بِرَّ أبيه في الأيام الأخيرة.
ماذا أفعل؟ وماذا عساني أن أقول له وأدعوه به حتى يلين قلبه لابن أخيه اليتيم؟ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فذَكِّرهم يا بني بأن الله جل وعلا يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1)، وأنه تُقبَل توبة العبد ما لم يغرغر(2)، وأن استصلاح هذا الشاب بالتوبة خير من إهلاكه بالإقصاء والنبذ، لاسيما وقد بدت منه مخايل التوبة.
واستعن عليهم بالله عز و جل ، ثم ببعض الصالحين وطلبة العلم ممن يثقون فيهم ويقبلون النصح منهم. وأسأل الله لك في مسعاك التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

(2) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/ 132) حديث (6160)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله» حديث (3537)، وابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4253)، والحاكم في «مستدركه» (4/ 286) حديث (7659)، وابن حبان في «صحيحه» (2/ 395) حديث (628)، من حديث عبد الله بن عمر ب، عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (1/140) وقال: «إسناده حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend