غِيبة غير المسلم

يُراودني دائمًا هذا السُّؤال: أنا لو وقعت وحصل لي موقفٌ مع شخصٍ ما، وأحببتُ أن أحكيَ ما حصل إن كان موقفًا أو مكالمةً أو موضوعًا تحدَّثتُ فيه مع هذا الشَّخْص لشخص ثالثٍ، فهل يُعتبر هذا الأمر غِيبةً؟ علمًا بأن الموقفَ قد يكون عاديًّا أو المحادثة أيضًا، والحديث يقول: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ»(1). كيف لي أن أعرفَ ما يكرهه أخي مع أن الأمر عاديٌّ وبسيط مثلًا؟ وهل الكافر له غِيبة أيضًا إن تكلَّمت عنه بسوءٍ؟ أرجو التوضيحَ وبارك الله فيكم.

___________________

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الغيبة» حديث (2589) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أَمْرَ الغِيبة واضحٌ، ذِكْرك أخاك بما يكره مما هو فيه، فقدِّر نفسَك مكان هذا الشَّخْص، فإن كان يسوءك نَقْل هذا الموقف فلا تنقله، وإن كُنتَ تراه من الأمور العاديَّة التي لا تكره أن تُنقل عنك فلا حرج مِن ذِكْرها منسوبةً إلى الغير، فالمعيار في هذا أن تُحِبَّ لأخيك ما تُحِبَّ لنفسك، وأن تكره لأخيك ما تكره لنفسك.
وللكافر المُعاهَد غِيبة كذلك؛ لأننا بذلنا لهم الذِّمَّة أو عقدنا معهم عقودَ الأمان على أن تكونَ أعراضُهم كأعراضنا، ودماؤهم كدمائنا وأموالهم كأموالنا. زادَك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend