غيبة المجاهر بالمعصية

هل عندما أتكلم عن جار هو مؤذٍ وأرى أنه ألقى القمامة على السلم أو في المصعد، فلما أرى القمامة أقول: هذا جار مؤذٍ، ليس عنده دم، ولا أخلاق. هل هذه غيبة؛ لأن الأمر مستفز ومتكرر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن البداءة في مثل ذلك تكون بالنصيحة، فإن استحياءه بالتوبة أحب إلى الله وأنفع لعباده من هلاكه مُصرًّا على المعصية، مع التلطف في توجيه النصيحة ما استطعت، فإن وصلت إلى طريق مسدود فقد قال تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 148].
ومن قواعد الغيبة أنه لا غيبة لمجاهر بالمعصية مصر عليها، لاسيما بعد البلاغ والنصيحة، ومن الأدلة على ذلك ما ثبت عن النبي ﷺ: أنه مُرَّ بجنازة فأُثني عليها خيرًا، فقال نبي الله ﷺ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». ومر بجنازة فأُثنِي عليها شرًّا، فقال نبي الله ﷺ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». قال عمر: فِدًى لك أبي وأمي؛ مر بجنازة فأُثني عليها خيرٌ فقلت: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». ومر بجنازة فأُثني عليها شَرٌّ فقلت: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ». فقال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْـجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ».
ولم ينكر عليهم ثناءهم على الجنازة شرًّا التي علموا فسق صاحبها، فدلَّ ذلك على أن من أظهر الشر لا غيبة له. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend