شابٌّ يعول أختيه؛ إذ أبوه فقير، يخشى العَنَت ويُريد الزَّواج، ولكن أباه يُصِرُّ على وجوب قيام الشَّاب بتزويج أختيه أوَّلًا، فإذا رفض طلب أبيه هل يُعَدُّ عاقًّا؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجزى اللهُ هذا الشَّابَّ المبارك خيرًا على إعالته لأختيه، وبرِّه بأبيه، وعليه أن يستمرَّ في البرِّ والصلة، وسيجد مغبَّة ذلك سعةً في رزقه وعافيةً في بدنه وصلاحًا في ذُرِّيَّته وحسنًا في خاتمته بإذن الله.
وعليه أن يجتهد في أن يُقنع أباه أن إعفافَه لنفسه بالزَّواج لا يعني تفريطه في إعالة أختيه، بل هو القائم بأمرهما، عزبًا كان أو مُتزوِّجًا، وليس من برِّه بأبيه طاعتُه في تأجيل إعفافه لنفسه إن كان يخاف على نفسه العنت؛ لأن زواجَه في هذه الحالة يُعَدُّ فريضةً، وتقصيره فيه يُعَدُّ معصيةً، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يلزمه أن يقول لأبويه قولًا كريمًا، وألا يجبهه بما يكره من القول أو التَّصرُّف، بل الميسور من القول والإخبات في المعاملة والمداراة إن جبهه والده بما يكره.
ونسأل الله أن يشرح صدر والده للحقِّ، وأن يجعله ممن أعان ولده على برِّه، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
