ذنب الأبناء العاقين لآبائهم بسبب عقوق آبائهم لأجدادهم

أخي في الله، هل يُؤخذ الأبناء بذنب آبائهم، أي أن يكون الرَّد فيهم بسبب عقوقهم لآبائهم وهم ليس لهم دخل في تلك الأحداث؟ وما الأشياء التي ينبغي على الأبناء أن يفعلوها بعدما أصبحوا ككبش الفداء؟ وما جزاؤهم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في الشَّريعة ألا تزر وازرة وزر أخرى، قال تعالى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *  وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى *  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى *  وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم: 36 – 40] و{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38].
ولكن من الناحية القدرية البحتة من عقَّ أباه فإن اللهَ جلَّ وعلا يُسلط عليه أبناءه لعقوقه، وكتاب القدر لا اطِّلاع لأحد عليه ولا يُقبل من أحد الاحتجاج به، فإن من عصى ربَّه عصاه باختياره، ولهذا كان مسئولًا عن أعماله، والاحتجاج بالقدر هو منطق المشركين الأوائل كما قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148].
فثق أيُّها السَّائل الكريم في فضل ربِّك وعدله، فإن اللهَ قد حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين عباده. ونسأل اللهَ لنا ولكم العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend