دعاء المسلم على من دعا عليه

أحد الأشخاص دعا عليَّ ظلمًا قائلًا: الله «يبليك»، فأصابني غمٌّ شديد إلى الآن. هل يجوز لي أن أدعو عليه بمثل الدعوة، أو أقول: اللهم من أرادني والمسلمين بسوء فخذه أخذ عزيز مقتدر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فينبغي لمن نزل به بلاء أن يبادر إلى التوبة، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة(1)! ولا ينبغي أن تشغل نفسك بالدعاء على من تظنه قد دعا عليك ظلمًا؛ لأنك لا تدري هل ما أصابك كان نتيجة دعوته أم كان مردُّه لأسباب أخرى، وخير لك أن تعفو عمن ظلمك وأن تُحسن إلى من أساء إليك، وأن تدعو له بالتوبة والمغفرة، كما قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]، فإن أبيت فاجعل دعاءك عامًّا، ولا تخص به شخصًا بعينه، وفوِّض أمرك إلى سيدك فهو حسبك ونعم الوكيل. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/ 124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend