حكم التقبيل عند التلاقي في غير سفر

ما حكم تقبيل النِّساء للنِّساء، والرِّجال للرجال، والرجال للنِّساء المحارم، كلُّ هذه الحالات عند التَّلاقي وفي غير سفر؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن المشروع هو المصافحة عند اللِّقاء، والمعانقة عند القدوم من سفرٍ أو تجدُّد نعمة، وفي الباب جملة من الآثار، نذكر منها: ما رواه أنسٌ رضي الله عنه  قال: كان أصحابُ النَّبيِّ ﷺ إذا تلاقوا تصافحوا، فإذا قدموا من سفرٍ تعانقوا(1).
وروى البيهقيُّ بسندٍ صحيح عن الشعبيِّ: كان أصحاب محمد ﷺ إذا التقوا صافحوا، فإذا قدموا من سفر عانق بعضهم بعضًا(2).
وجاء عن جابر بن عبد الله قال: بلغني حديثٌ عن رجلٍ سمعه من رسول الله ﷺ، فاشتريت بعيرًا، ثمَّ شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشَّام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبـواب: قل له: جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ قلتُ: نعم. فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته… الحديث(3).
وصحَّ التزام ابن التَّيِّهان للنبيِّ ﷺ حين جاءه ﷺ إلى حديقته(4).
وصحت مصافحة كعب بن مالك وتهنئته بتوبة الله عليه(5). ذا هو المشروع، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1/37) حديث (97)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/36) وقال: «رجاله رجال الصحيح».

(2) أخرجه البيهقي في «سننه» (7/100) حديث (13353)، وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (2/249) وقال: «إسناده جيد».

(3) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/495) حديث (16085)، والحاكم في «مستدركه» (2/475) حديث (3638)، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه».

(4) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الزهد» باب «ما جاء في معيشة أصحاب النبي ﷺ» حديث (2369) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: خرج النبي ﷺ في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحدٌ، فأتاه أبو بكر فقال: «ما جاء بك يا أبا بكر؟» فقال: خرجت ألقى رسول الله ﷺ وأنظر في وجهه والتسليم عليه. فلم يلبث أن جاء عمرُ فقال: «ما جاء بك يا عمر؟» قال: الجوع يا رسول الله. قال: فقال رسول الله ﷺ: «وأنا قد وجدت بعض ذلك». فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيِّهان الأنصاري، وكان رجلًا كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم، فلم يجدوه فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقِربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي ﷺ ويفديه بأبيه وأمه….، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».

(5) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «حديث كعب بن مالك» حديث (4418)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه» حديث (2769)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه . وفيه: «فانطلقت أتأمم رسول الله ﷺ يتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة ويقولون: لتهنئك توبةُ الله عليك، حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله ﷺ جالسٌ في المسجد وحوله الناسُ، فقام طلحة بن عبيد الله يُهرول حتى صافحني وهنأني».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend