تلقين الولد نداء والديه بأبي وأمي

لدي ابنة عمرها الآن خمس سنوات، ومن جملة ما تعلمنا من مشايخنا أن يُلقَّن الطفل كيف يخاطب أباه وأمه، ومن ذلك النداء بلفظة أبي وأمي، ولكني أجد صعوبة شديدة من زوجتي في مطاوعتي بالرغم من التزامها، ومن أهلي أُلاحَق بالسخرية، فصارت ابنتي تقول: يا أبي، ويا ماما. فهل من كلام في أهمية هذه المسألة على بساطتها الظاهرة يقنع الأم والأهل؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا يظهر لي حرج في استخدام هذه الكلمات «بابا» و«ماما»، وإن كان أصلها أعجميًّا؛ لأن العبرة ليس بأصلها المعجمي بل بما آلت إليه في الاستعمال، وفي القرآن الكريم ألفاظ قال جمع من أهل العلم: إن أصل استعمالها أعجمي، كإستبرق وسندس ونحوها، ولكنها صارت عربية بعد ذلك بشيوع استعمالها في الأوساط العربية، فدخلت بذلك في قاموس اللغة العربية، وقُلْ مثل ذلك في سائر العوائد في الألبسة والأطعمة والمساكن ونحوها، فلا يُحكم مطلقًا أنها تشبه بغير المسلمين وأنها لا تجوز، حتى وإن كان مصدرها الأول من الكفار، بل المعتبر بما آلت إليه هذه العوائد، وما استقر عليه عمل الناس.
فالذي يظهر لي أن الأمر في ذلك واسع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend