تصنُّع العاطفة تجاه الأم لمرضاتها

لو أصبح للابن نفورٌ من أمِّه كعدم تقبيلِ رأسها أو الحديث والتسامر معها، وذلك نتيجةً لإعاقته عن عملِ أشياءَ مباحةٍ لا تتمُّ بالشكل الذي تُريده هي ويُريدها هو ويراها مناسبةً إن شاء الله ربُّ العالمين، خاصة وهو رجلٌ قارب الثلاثين ولكنه في نفس الوقت يُطيعها ولا يعصيها، هل هذا يُعتبر عقوقًا؟ وإن كان كذلك فما السبيل إذًا وهو لا يجد عاطفةً تجاهها؟ وهل يجب في هذه الحالة أن يُجبر نفسه على عدم النفور حتى لو أدَّى ذلك إلى اصطناع العاطفة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن حقوقَ الوالدين حقوقٌ عظيمة، والبرُّ بهما من أسباب البركة في الرِّزق وفي العمر، فاغتنم أبويك قبل أن يرحلا، واجتهد في مرضاتهما فهما ضيوفٌ عندك، وخالف في ذلك نفسك والشَّيطان، ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23، 24]
ولا حرج في تكلُّف العاطفة وإن لم تجدها فعلًا في بعض الأحيان، وهذا التكلُّف إن حَسُنَت فيه النِّيَّة سوف يُنبت عاطفةً حقيقية بإذن الله. رزقك اللهُ بِرَّهما وحُبَّهما. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend