هل أسافر أم لا؟ أمي لا ترضى بسفري بعيدًا عنها في بلد عربي آخر، قد سئمت الحياة في بلدي من ضيق الحال، وكلما جاءني عقد سفر أمي تعترض وتبكي، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي للمرأة أن تسافر إلا مع ذي رحم محرَم(1)، فإذا أضيف إلى ذلك ما تذكرينه من تألم الأم بسفركِ وبكائها لفراقك وعدم تحمُّلها لذلك؛ فالخير في بِرِّها والظفَر بالجنة تحت أقدامها(2)، وسيجعل الله لك فرجًا ومخرجًا، اللهم إلا إذا تزوجتِ واقتضت ظروفُ زوجك الانتقال إلى بلد آخر فأنت تبع له، فإن حق الزوج مقدَّم على حق الأم؛ فقد سئل النبي ﷺ: أي الناس أعظم حقًّا على المرأة؟ قال: «زَوْجُهَا». وأيُّ الناس أعظم حقًّا على الرجل؟ قال: «أُمُّهُ»(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الحج» باب «سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره» حديث (1338) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ««لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا مَحْرَمٌ»».
(2) فقد أخرج القضاعي في «مسند الشهاب» (1/102) حديث (119)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الْـجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الْأُمَّهَاتِ».
(3) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/193) حديث (7338)، والنسائي في «الكبرى» (5/363) حديث (9148)، من حديث عائشة ، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».