بين صلة الرحم وبرِّ الأب

شيخي الفاضل، حصَلَتْ مشكلة مع أبي وخالتي أخت أمي، وبعدها أمي وخالتي تخاصمتا حوالي سنة، فأردت أن أصلح بينهما لكن أبي منع أمي من ذلك، وقال: لو تكلَّمْت أمي وخالتي أنه لن يكلِّمَني، بل إنه يمنعني من الحديث مع خالتي، فهل صلح خالتي مع أمي عصيانٌ لأبي أم أصلح بينهما سرًّا؟ وهل ذلك عصيان لأبي؟ وهل يحق لأبي منع أمي من الحديث مع أختها؟ وهل طاعة والدي في عدم الحديث مع خالتي- وهي من الرحم- وقطع الرحم- عصيان لله؟ فما الحل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالظَّاهر أن الغضب هو الذي حَمَل أباك على هذا الموقف، وأرجو أن تنكسر سَوْرة هذا الغضب، وأن يستعيدَ عافيته النفسية، وأرجو أن يعينه نصحك له برفق على تجاوز هذه الوعكة، وأن يسرع به على طريق هذه العافية النفسية بإذن الله، فإن امتدت وعكته النفسية فلا حرج عليك في أن تصلح بين أمك وخالتك.
ولا حرج عليك في أن تتواصل معها سرًّا إلى أن يأذن الله لأبيك بالعدول عن موقفِهِ هذا، ولا طاعة له في مثل هذه المواقف التي تكون فيها قطيعة رحم؛ إذ لا طاعة لأحد في معصية الله عز و جل (1)، ونسألُ اللهَ لنا ولكم الهدى والتقى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «أخبار الآحاد» باب «ما جاء في إجازة خبر الواحد» حديث (7257)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «وجوب طاعة الأمراء في غير معصية» حديث (1840) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه  بلفظ: «لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend