بر الوالدة المتوفاة

قرأت الرواية التالية: عن ابن عباس، أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا. قال: تب إلى الله ، وتقرب إليه ما استطعت. قال: عطاء بن يسار: فذهبت، فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملًا أقرب إلى الله  من بر الوالدة(1).
فهل معنى ذلك أنه لا سبيل لبر الوالدة المتوفاة وإن كان بالدعاء لها وعمل صدقاتٍ لها بنية برها؟ هل هذا لا يجوز أو لا يندرج تحت برها؟ وكيف لي إذن أن أبر والدتي المتوفاة؟ وجزاكم الله خيرًا.

_____________

(1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ص15 حديث (4).

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنه يمكنك بر الوالدة المتوفاة بالدعاء لها والتصدق عنها وأداء العمرة والحج عنها، وغير ذلك من أنواع البر، ولعل ابن عباس- إن صحت الرواية- كان يقصد البر المباشر الذي يكون حال الحياة، ولا يتنافى ذلك مع صور البر الأخرى.
زادك الله برًّا بأمك وإحسانًا بها. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend