اليأس من رحمة الله

تركت العملَ في البنك، وذهبتُ لعملٍ آخر، ولم أستمر، فبقيت في البطالةِ عامين، ودعوت الله أن أجد عملًا جيدًا مع أناسٍ جيدين، لكن للأسف وجدتُ عملًا مع أناسٍ أشبه بقومِ لوط، رغم أني تركت العمل في البنك لأنه حرام.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:

فلا تيئس يا بني من رحمة الله، واعلم أن الله أرحمُ بعباده مِن الوالدةِ بولدها(1)، وأقربُ إليهم من حبلِ الوريد(2)، فأحسِن الظنَّ بربك، وواصِل سعيَك في طلبِ الحلالِ، وأصلِحْ ما فسدَ مِن علاقتك بربك؛ فليست الذنوبُ في تركِ الوظائف المحرَّمة فحسب؛ فقد تكونُ ثمة ذنوبٌ أخرى لم تنتبه لها، فارجع على نفسك بالملامة، واعلم أنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنبٍ ولم يُرفَع إلا بتوبةٍ(3).

فجدِّد التوبةَ، وأخلِص العملَ، واصدُق في ضراعتك لله جل وعلا، وتحيَّن أوقاتَ الإجابة في الدعاء، وأبشِرْ بفَرَجٍ قريبٍ وربٍّ لطيفٍ مستجيب. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «رحمة الولد وتقبيله ومعانقته» حديث (5999)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه» حديث (2754)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم  بسبيٍ؛ فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْـمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قلنا: لا والله؛ وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَـلَّه أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

(2) قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16].

(3) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend