النفخ في الطعام أو الشراب لتبريده

وردت أحاديثُ كثيرةٌ عن كراهة التنفس في الإناء في أثناء الشرب:
1- عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النَّبيَّ ﷺ نهى أن يتنفَّس في الإناء(1).
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النَّبيَّ ﷺ نهى عن النفخ في الشَّراب، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء‏؟‏ فقال: «أَهْرِقْهَا» قال‏:‏ إني لا أَرْوَى من نَفَسٍ واحد‏؟‏ قال‏:‏ «‏فَأَبِنِ الْقَدَحَ إِذَنْ عَنْ فِيكَ»(2).
3- وعن ابن عباس ب أن النَّبيَّ ﷺ نهى أن يتنفَّس في الإناء أو ينفخ فيه(3)‏.‏
فهل ينطبق الأمر على النفخ في الطَّعام؟ وهل ما تقوم به الأمهات من تبريد الطَّعام أو الشَّراب قبل إطعامه لأطفالهن ينطبق عليه هذا النهي؟

___________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأشربة» باب «النهي عن التنفس في الإناء» حديث (5630)، ومسلم في كتاب «الأشربة» باب «كراهة التنفس في نفس الإناء واستحباب التنفس ثلاثًا خارج الإناء» حديث (267).

(2) أخرجه مالك في «موطئه» (2/925) حديث (1650)، أخرجه أحمد في «مسنده» (3/57) حديث (11558)، والترمذي في كتاب «الأشربة» باب «ما جاء في كراهية النفخ في الشراب» حديث (1887)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

(3) أخرجه أبو داود في كتاب «الأشربة» باب «في النفخ في الشراب والتنفس فيه» حديث (3728)، والترمذي في كتاب «الأشربة» باب «ما جاء في كراهية النفخ في الشراب» حديث (1888)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلقد ورد النَّهْيُ عن النفخ في الإناء والتنفس فيه في عِدَّة أحاديث، ومن بينها الحديث المذكور في السُّؤال، والحكمة في ذلك ظاهرةٌ، ذلك أنه مع النفخ قد تتصاعد أبخرة ضارَّة تؤذي من يستعمل هذا الإناء، يقول الحافظ ابن حجر : في «فتح الباري»: «وجاء في النَّهْي عن النفخ في الإناء عِدَّةُ أحاديث، وكذا النَّهْي عن التنفس في الإناء؛ لأنه ربما حصل له تَغَيُّرٌ من النَّفس، إمَّا لكون المتنفِّسِ كان متغيِّرَ الفم بمأكولٍ مثلًا، أو لبُعدِ عهده بالسواك والمضمضة، أو لأن النَّفَس يصعد ببخار الـمَعِدة، والنفخ في هذه الأحوال كلها أشد من التنفُّس»(1).
وهذا النهي الوارد في هذا الحديث يشمل- فيما يظهر- نفخ الأمهات في الطعام أو الشراب لتبريده لأولادهن، وينبغي البحث عن وسيلة أخرى للتبريد غير النفخ. فينبغي الانتباه إلى ذلك والامتناع عنه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) «فتح الباري» (10/93).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق, 16 الأطعمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend