ما الفرق بين المتشدد والمتقي للشبهات؟ لأن المتشدد مذموم بنص الحديث: «لَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»(1). والمُتَّقي للشبهات محمود بنص الحديث: «وَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»(2).
____________________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «الدين يسر» حديث (39) من حديث أبي هريرة .
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «فضل من استبرأ لدينه» حديث (52)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «أخذ الحلال وترك الشبهات» حديث (1599) من حديث النعمان بن بشير .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن المتشدد هو الذي يتوهم شُبهًا لا وجه لها فيتورع في غير موضع التورُّع، أما من يتقي الشبهات فهو الذي يتقي الشبهة التي لوجودها وجه مُعتبَر، ولافتراضها احتمال متوجِّه، فيحمد على ذلك، ونسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.