التعفف من النظر إلى النساء

لا أستطيع مَنْع نفسي من النظر للنساء، أرجوك ما هو السبيل علمًا بأنني أصلي معظم صلواتي في المسجد؟ وهل صلاتي باطلة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أول ما ننصحك به يا بني هو تقوى الله عز و جل ، وأن تتذكر قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ [النور: 30]، وقول النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب: «يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الثَّانِيَةُ»(1)! وإن تصبر وتستعفف حتى يغنيك الله من فضله، فقد قال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 33].
واعلم يا بني أن الصبر بالتصبر، وأن العفاف بالتعفف، وأن من يستغنِ يُغْنِه الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله(2).
كما ننصحك يا بني بالمبادرة إلى الزَّواج، فقد قال نبيك ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(3).
واعلم أن مِن بين الثَّلاثة الذين حقٌّ على الله عونهم: «النَّاكِح الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ»(4).
أما صلاتك يا بُني فهي صحيحة إن شاء الله، ما دامت قد استوفت أركانها وواجباتها وشرائط صحتها، وأرجو أن يعصمك الله بمداومتك عليها من الفتن، ونسألُ اللهَ لنا ولك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/159) حديث (1373)، والدارمي في كتاب «الرقاق» باب «في حفظ السمع» حديث (2709) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/63) وقال: «رواه أحمد وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات»، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» حديث (7953).
وأخرجه أبو داود في كتاب «النكاح» باب «ما يؤمر به من غض البصر» حديث (2149)، والترمذي في كتاب «الأدب» باب «ما جاء في نظرة المفاجأة» حديث (2777) من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه . وقال الترمذي: «حسن غريب»، وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث (2149).

(2) سبق ذكره وتخريجه المسألة» حديث (1469).

(3) متفق عليه.

(4) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/437) حديث (9629)، والترمذي في كتاب «فضائل الجهاد» باب «ما جاء في المجاهد والناكح» حديث (1655)، والنسائي في كتاب «الجهاد» باب «فضل الروحة في سبيل الله عز و جل » حديث (3120)، وابن ماجه في كتاب «الأحكام» باب «المكاتب» حديث (2518)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال: «حديث حسن»، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3050).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend