التصرف مع الأب العاق

فضيلة الشيخ حضرتك على علم بمشاكلي مع أبي وهي بإيجاز (لا يهتم بي- ولا يصرف علي- ولا يراعي مشاعري) وكثير من المعاملات السيئة معي
أنا أحاول أن أصاحبه في الدنيا معروفًا كما نصحتني حضرتك فيما سبق، ولكني أجد قسوةً في قلبي تجاهَه، فإذا أخبرني أنه مريض لا أكترث ولا أحزن، وإذا تحدَّث معي في أي موضوع لا أستطيع التحاورَ معه لأنها عادة ما تكون مواضيع بها إساءة إلى ناس وسب ناس لا أعرفهم، لا أجد بداخلي مشاعرَ تجاهه، وكلما أحاول أن أسامحه أجدني امتلئ منه غضبًا من أفعاله معي.
انصحني يا شيخي الفاضل.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلقد نصحتك من قبل أيها الموفق بما لا أجد معه مجالًا للمزيد. اصبر عليه وصاحبه في الدنيا معروفًا، والمشاعر السلبية التي تعتمل في نفسك تجاهه احجبها عنه ولا تجبِّهه بها، وأرجو أن يكتب لك على مجاهدة نفسك في ذلك ثوابُ الصابرين، والحياة قصيرة يا بني، وكفى بالموت مفرقًا، ولقد فتح الله لك في علاقتك بأبيك بابًا إلى عبودية الصبر، والصابرون كما أخبر الله عز وجل: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
فلا تحرم نفسَك من هذا الثواب الجزيل، ولا من تلك العبودية الرفيعة، فإن المصابَ من حُرِم الثواب. وقد قال تعالى: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].
اللهم اربط على قلبه، وخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend