أمنيتي أن يرجع الحق لأصحابه

والدي لديه مشكلة كبيرة منذ أعوام، وهي كيف يأتي بحقه الضَّائع منذ سنين ولعلي في هذه اللَّحظة أستشير مَن يريد أن يرزقه الله ثواب دخول الجنة من رجال القانون، بأن يُعْطُوني ولو بريقَ أملٍ للحلِّ السَّليم.
فأنا يا سادة، والدي يبلغ من العمر الآن 61 عامًا، وهو يعمل على المعاش، وقد توفي والده في أكتوبر سنة 1956م، وترك لهم ميراثًا هو وإخوته، وكانت الأمُّ هي الوصيَّة على مال الأيتام الصِّغار، فذهبت بعد موت زوجها لتحافظ للطفلين على هذا الميراث. فكانت هناك مفاجأة بشعة في انتظارها، حيث وجدت عمَّ الطفلين يقول لها: ليس من حقِّكِ أن ترثي شيئًا وأنا فوق القانون. واستولى على الميراث بالكامل، فرجعت الأم مع أطفالها الأيتام إلى القاهرة من جديد، وتزوَّجت من رجلٍ لا يعرف معنًى للرَّحمة، فتشرَّد الأطفال الأيتام في الملاجئ على يد زوج الأم، وتبعثر شملهم، ليفقدوا بذلك حضن الأب وحنان الأم وميراثَهم الذي لا يعرفون شيئًا عنه وهم صغار، وفوق كلِّ ذلك حُرموا من حقِّهم في التَّعليم.
وبعد مرور ما يقرب من 50 عامًا فوجئ والدي بمن يقول له: كيف تركت حقَّك يضيع؟! هناك ما يسمى بالمجلس الحسبي، هو الوحيد الذي يعرف كيف يرجع حقَّك فورًا برغم أية عوامل وأية ظروفٍ. فذهب والدي البسيط إلى هناك، فعلم من موظَّفي المصلحة بأنه كان له حقٌّ وضاع، وقال له: أين كنت كل هذه المدة، إن أوراق الوصيَّة ومحضر الجرد قد تمَّ إعدامهم من قبل المصلحة، وإن هذا الأمر روتينيٌّ يُعمل به كلَّ مدةٍ. فذهب والدي إلى بلدته فوجد أن عمه قد مات، وقبل أن يموت باع ذلك الميراث بالكامل إلى عدة أشخاص، ورجع والدي يجرُّ أذيال الخيبة ولا يملك سوى الحسرة على ما مضى. وبهذا أكون قد سردت قصة والدي كاملةً، وأرجو منكم الفتوى في حلِّ تلك المشكلة التي تركت على والدي همومًا لا يعلم مداها إلا الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقضيَّتك أيُّها الحبيب قضيَّة قانونيَّة، يُرجع فيها إلى خبراء القانون، فضلًا عن أن رسالة المجمع في الأصل هي نوازل المسلمين خارج ديار الإسلام، فالذي ننصحك به أن تلجأ إلى أحد خبراء القانون في الشَّرق لتعرض عليه نازلتك، ثم حاول أن تُذكِّر والدك بمعاني الصَّبر والاحتساب، وأن الله سيجمع النَّاس ليومٍ لا ريب فيه فيُجازي كلَّ إنسانٍ عما كسبت يمينه، فما فاته هنا سيجده رصيدًا له هناك. وأسأل الله أن يربط على قلبه وأن يُعوِّضكم خيرًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend