ما هو أفضل وقت للدعاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أفضل الأوقات للدعاء هي الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء أكثر من غيرها:
– كالدعاء أثناء السجود، فـ «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»(1).
– ووقت السحر في الثلث الأخير من الليل؛ فإنه وقت التجلي الأعظم ونزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا وقوله لعباده: هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟(2).
– وبين الأذان والإقامة، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد(3).
– وعند إفطار الصائم؛ فإن للصائم دعوة مستجابة عند فطره(4).
– ويوم الجمعة بعد العصر، فإن في الجمعة ساعة إجابة، ويرجح كثير من المحققين أنها ما بين العصر والمغرب(5). والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصلاة» باب «ما يقال في الركوع والسجود» حديث (482) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه» حديث (758) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ».
(3) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة» حديث (521)، والترمذي في كتاب «الصلاة» باب «ما جاء أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» حديث (212) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ». وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وصححه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (671).
(4) فقد أخرج الترمذي في كتاب «الدعوات» باب «في العفو والعافية» حديث (3598)، وابن ماجه في كتاب «الصيام» باب «في الصائم لا ترد دعوته» حديث (1752) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُم: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْـمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَـهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ». وقال الترمذي: «حديث حسن»، وذكره ابن الملقن في «البدر المنير» (5/152) وقال: «هذا الحديث صحيح».
(5) أخرجه الترمذي في كتاب «الجمعة» باب «ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة» حديث (489) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ أنه قال: ««الْتَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الْـجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ»». وقال: «رأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم أن الساعة التي ترجى فيها بعد العصر إلى أن تغرب الشمس وبه يقول أحمد وإسحق. و قال أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر وترجى بعد زوال الشمس»، وحسنه الألباني في «صحيح وضعيف سنن الترمذي» حديث (489).