ما حكم الألعاب المجسَّمة للأطفال، مثل حديقة الحيوان؛ حيث تكون الحيوانات مجسَّمة فيها؟ غفر الله لنا ولكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد رَخَّص أهلُ العلم(1) في لعبِ الأطفال وإن كانت مجسمةً، فقد كانت أُمُّنَا عائشةُ تلعب ببناتٍ لها (لُعَب)، وكانت تلعب مع أصحابها الصغار، فقال لها النبي ﷺ يومًا: «مَا هَذَا؟» قالت: بناتي. قال: «فَمَا الَّذِي أَرَى فِي وَسَطِهِنَّ؟» قالت: فرس، قال: «مَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟» قالت: جناحان. قال ﷺ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟!» قالت عائشة: أَوَمَا سمعتَ أنه كان لسليمانَ بنِ داودَ خيلٌ لها أجنحةٌ؟! قالت: فضحك النبي ﷺ(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) جاء في «الفواكه الدواني» من كتب المالكية (2/315): «يستثنى مما له ظل قائم المجمع على حرمته صور لعب البنات فإنه لا تحرم ، ويجوز استصناعها وصنعها وبيعها وشراؤها لهن لأن بهن يتدربن على حمل الأطفال».
وجاء في «أسنى المطالب» من كتب الشافعية (3/226): «(فرع ويحرم التصوير) للحيوان (ولو في أرض وثوب وإن تسومح بدوس مصور) إن اتفق تصوير لأنه صلى الله عليه وسلم لعن المصورين. رواه البخاري، واستثنى لعب البنات لأن عائشة كانت تلعب بها عنده صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وحكمته تدريبهن أمر التربية (ولا أجرة له) أي للتصوير المحرم لأن المحرم لا يقابل بأجرة».
(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في اللعب بالبنات» حديث (4932)، من حديث عائشة ل. وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (4932).