السلام عليكم
انا مسلمة محجبه منذ ٤ سنوات كنت اقيم في الخليج والان انا وعائلتي في كندا.. اريد فتوى بموضوع خلعي لحجابي لانه بدا يضايقني نفسيا ،، انا محجبة ارتدي الجينز الضيق والبس الحجاب على راسي ورقبتي ظاهرة ولاالبس حجاب مع المحارم( ازواج خالاتي وعماتي واولاد عماتي وازواج اخوات واخو زوجي كذلك) فلاعتبر ملتزمة بحذافير الحجاب… زوجي رافض فكرة خلع الحجاب والان هو يريد فتوى اذا خلعت حجابي ذنبي لنفسي ام زوجي يتحمل هذا الذنب؟؟ على الرغم من انني اذا خلعت حجابي فستبقى طريقه ملابسي على ماهي عليه الان لن ارتدي ملابس سباحة او ملابس خلاعية مثلا لكنني لااريد ان ابقى متحجبة بشكل عام
شكرا للاصغاء وارجو توضيح الفتوة والاثم المترتب علي
بارك الله فيكم
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فأسأل الله يا بنيتي ان يشرح صدرك وأن يعيذك من الفتن ما ظهر ومنها وما بطن وأن يردك إليه ردا جميلا، وأن يؤتي نفسك هداها وأن يلهمها تقواها وان يزكيها فهو خير من زكاها اللهم آمين
من ذا الذي يجرأ يا بنيتي على أن يفتيك بخلع الحجاب وقد أحكم الله أمره في كتابه الكريم، وجعله قرآنا يتلى على مدى الزمان كله وعلى مدى المكان كله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟!
ألم تقرئي في القرآن قول الله عز وجل: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31))
ألم تقرئي في القرآن قوله تعالى ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ( 59 ) ))
أما كونه يضايقك نفسيا فهذه لمة من الشيطان بك أعيذك بالله منها، وأسأله بجلاله ونور وجهه أن يعافيك منها، لأن كراهية الشرع المحكم وتبرم النفس منهم نذير شؤم، وبريد خراب! ألم تسمعي قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ألم يقرع سمعك قوله تعالى في الكافرين (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )
أما الحجاب الذي وصفته فهو حجاب منقوص، بل يعسر إطلاق لفظ الحجاب عليه، فإن شروط الحجاب الشرعي أن يستر العورة بما لا يشف ولا يصف، وليس فيه تشبه بالرجال ولا بالفاسقات أو غير المسلمات فيما هو من خصائصهن، والصورة التي وصفتها لحجابك لا تنطبق عليها هذه المعالم، ونزعك الحجاب أمام ( ازواج خالاتك واولاد عماتك وازواج اخوات واخي زوجك ) منكر لأن هؤلاء أجانب وليسوا محارم
الخلاصة أن الواقع الذي تصفينه مظلم! وأنك تغامرين بدينك بالسير في هذا الطريق الموحش! والتجاوب مع نفسك الأمارة بالسوء! والتوبة يا بنيتي أبوابها مفتوحة! فتحها الله عز وجل فلا يملك بشر إغلاقها! والتائبون أحباب الله، لأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين!
وفي النهاية لا تزر وازرة وزر أخرى! وكل نفس بما كسبت رهينة، وزوجك إذا نصح لك وتبرأ إلى الله من أفعالك وعنادك فقد أدى ما عليه، ولكن يبقى جانب جبلي بشري هل تطيق نفسه أن يبقي في حياته امرأة تتبرج بزينة، وتبدي مفاتنها للرائح والغادي؟! وهل تطيب نفسه بذلك؟ ذلك أمر يرجع إليه، والله المستعان، وخير لك وله وللأولاد وللحاضر والمستقبل المبادرة إلى التوبة النصوح! وان تبحثي لك عن رفقة صالحة تذكرك بالله وتعينك على طاعته، والله من وراء القصد، والله تعالى أعلى وأعلم