منذ أكثر من 15 سنة كنت أعمل لدى أحد الأشخاص في محل للبقالة، وقد اختلست منه مبلغًا من المال لا أعلم بالضبط قيمتَه، وأنا والحمد لله تُبتُ، وأريد أن أردَّ الحق لأصحابه:
1- كيف أقدر المال الذي سرقتُه، وهل أرد فقط قيمة المال أم أزيد عليها؛ لأن قيمة العملة تنقص مع مرور الوقت.
2- ما هي الطريقة الـمُثلى لإرجاع المال، هل أخبر صاحبه أم لا؟
3- أرجو من الشيخ الدعاء لي بالمغفرة والثبات على الدِّين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنسأل الله أن يُتِمَّ عليك نعمة التوبة، وأن يرزُقَك الصِّدق فيها، اللهم آمين.
بالنسبة لكيفية تقدير المسروقات، فإنها تكون بغلَبَة الظن، فإن الله جل وعلا لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وهذا هو الذي يَقدِر عليه من كان في مثل ظُروفك، ولا ينظر في مثل ذلك إلى تناقص القيمة إلا إذا كان النقص فاحشًا وكارثيًّا؛ لأن الأصل أن ترد الديون بأمثالها لا بقيمها. ولا يلزم إخبار صاحب المال بذلك إذا خشِيتَ أن يُفسِد عليك إخباره بذلك ما بينكما من صلة، بل يكفي ردُّه، وبذلك تبرأ الذمة بإذن الله، ومرة أخرى نسأل الله لك الثبات على التوبة، وأن يتقبلها منك بقبول حسن، والله تعالى أعلى وأعلم.