اشتريت منذ تسعة أشهر أسهمًا في شركة ما، وهذه الشركة قامت بزيادة رأس المال عن طريق اكتتاب ودخلت هذا الاكتتاب، وقامت الشركة بإعلان أخبار كاذبة لم تحدث في المواعيد التي أخبرت بها؛ مما تسبب لي في ضرر، وتبين لي أن هذه الشركة ومجلس إدارتها تلاعبوا بالسهم وقاموا برفعه بمساعدة هذه الأخبار المضللة إلى أرقام كبيرة، وكانوا ينشرون هذه الأخبار لدفع الناس لعدم البيع وهم يبيعون في وقتها، وفجأة قاموا بخفض سعر السهم إلى ما كان عليه في بداية دخولي فيه ولم أخرج منه لأنني دخلته كمستثمر لما أذاعوه من أرباح محققة وأرباح خيالية ستحقق من مشاريع قائمة.
أما بالنسبة لأسهم الاكتتاب فلم يضيفوها إلى حسابي منذ انتهاء الاكتتاب إلى الآن ولمدة كبيرة؛ مما أصابني بضرر من جراء هذا التلاعب من الشركة ومجلس الإدارة، ولأنه توجد عندنا في مصر سوق تسمى «سوق خارج المقصورة» وهي لا تخضع لرقابة البورصة، ولأنني جديد في عالم البورصة فلقد خدعت ودخلت هذا السهم الذي يتداول في هذه السوق ولكنه يخضع لرقابة هيئة سوق المال عندنا؛ فقمت بالاتصال بالهيئة لأستفسر عن طريقة تقديم شكوى، فقالوا لي: إذا استطعت أن تأتي بمستند يثبت تلاعب هذه الشركة في السهم فمن الممكن أن توقع على هذه الشركة عقوبة تصل إلى الحبس أو الغرامة أو الإغلاق.
وسؤالي هو: أنني إذا استطعت أن أحصل على هذا المستند فأمامي طريقتان:
الأولى: أن أذهب إلى هيئة سوق المال بهذا المستند ليوقعوا عليها العقوبة، وفي هذه الحالة لن أستفيد شيئًا ولا يرفع الضرر عني.
الثانية: أن أذهب إلى الشركة بهذا المستند وأقول لهم إنهم كانوا سببًا في إلحاق الضرر بي وأتفاهم معهم بأن يأخذوا مني الأسهم بسعر معين؛ لأنني لا أريد أن أستمر كمساهم في هذه الشركة. فما حكم ذلك؟
وبالنسبة لأسهم الاكتتاب التي لم يضيفوها إلى حسابي ولم أحصل عليها منهم إلى الآن، هل يجوز لي أن أبيعها لهم أيضًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه إذا تحققت من وجود هذا التلاعب ولم يكن ذلك من قبيل الظن أو الرجم بالغيب فإن من حقك أن تطالب مدنيًّا بالتعويض عما لحقك من ضرر، وجنائيًّا بتوقيع العقوبات التعزيرية المناسبة على هؤلاء المتلاعبين حتى لا يتضرر بتلاعبهم آخرون، ومن ذلك أن تصطلح معهم على بيع أسهمك إليهم بقيمة عادلة ترفع عنك الضرر وتعيد الأمور إلى نصابها، ولعله أن يكون لك في ذلك عبرة فتخرج نفسك من هذه الأجواء التي غلب عليها التلاعب بالمقدرات واستثمار استرسال بعض الناس وثقتهم بهذه المؤسسات. ونسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدًا وأن يرزقنا وإياك السداد والرشاد في الأقوال والأفعال. والله تعالى أعلى وأعلم.