لا يخفى عليك يا شيخنا الأحداث التي حدثت في مصر في الآونة الأخيرة، شخص كان يقوم بحماية المنطقة مع اللجان الشعبية وقام بالقبض على لص، وكان معه أشياء مسروقة من محل، فقام بحجز السارق وأرسل المسروقات إلى أصحابها، ولكنه أخذ من السارق جهاز المحمول الخاص به وأخذ معه كل أوراقه، وعندما جاءت الشرطة العسكرية سلمها الأوراق فقط ولم يسلمهم الهاتف الخاص بالسارق.
وفي اليوم الثاني أعطاه هدية لزوجي الذي يعمل عنده، وهو هاتف لا يتجاوز ثمنه الخمسين جنيهًا. فهل على زوجي وزر من أخذ الهاتف من صاحب العمل؟ وماذا عليه أن يفعل: هل يُعيده إلى صاحب العمل؟ أم يتصدق بقيمته؟ أم أنه ليس عليه وزر حيث إنه لم يشارك في أخذه من السارق؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد كان ينبغي لمن كان يعمل في مجال الحماية أن يُسلِّم كل ما معه إلى الجهات المسئولة ولا يستبقي منها شيئًا، أمَا وقد فات ذلك، ويعسر الآن التعرف على صاحب الأموال المسروقة، والزمان زمان فتنة، فإنه يتصدَّق بهذا الجهاز على ذمة صاحبه، ونرجو أن تبرأ ذمته بذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.