أخي الكريم، لقد أهداني زوجي بعض أطقم الذَّهَب قبل شهور، وهو زوج طيب وخلوق ويخاف الحرام بشدة ويتحرى الحلال قدر مستطاعه.
المهم أنه تبيَّن الآن أنه كان ضحيَّة عمليَّة نصبٍ كبيرة؛ حيث شغَّل أمواله مع رجلٍ ولكنه ظهر أنه نصَّابٌ، وهو الآن بصدد إرجاع كلِّ ممتلكاته الخاصَّة للحكومة لتُرجعها لأصحابها، وقد طلب منِّي ردَّ الهدية التي أهداني إياها ليسلمها للحكومة، ولكني رفضت ذلك باعتبار أنه بعد إهدائه لي أصبح الذَّهَب من حقِّي ولا يملك التَّصرُّف فيه.
وهو في الأصل عندما اشتراه لي كهدية، وكان بمناسبة خاصَّة، كان قد اشتراه مما كان يأخذه من الرَّجُل على أنه أرباح، وقد كانت في محلِّ الحلال بالنِّسبة له.
والآن أنا لا أريد أن أرجع له الذَّهَب؛ وذلك لأننا الآن لا نملك ولا دولار وحتى المصروف استدانه حتى لا يقع في الحرام، كما أنه جعلني أستقيل من وظيفتي على أساس أرباحه التي تبيَّن أنها وهميَّة، وأنا سأعتبرها تعويضًا لي عن خسارتي للوظيفة. فهل أنا آثمة في ذلك؟ أم أنني يجب عليَّ إرجاعها ولا يجوز لي الاحتفاظ بها؟
علمًا بأن زوجي الآن يحاول استرداد ما يستطيع من هدايا وعطايا حتى من أمه وأخته وأخيه وأصحابه إذا كانت هدايا ذات قيمة، ولا يأبه بالإحراج، ويقول: إنه يريد أن يتحلَّل من كلِّ ما يستطيع من هذا المال الذي ثبت أنه مالُ ناس آخرين كانت وَضَعت أموالها عند هذا الرَّجُل النِّصاب.
وسؤالي الأساسي: سيدي في ضوء ما سبق هل له الحقُّ في ردِّ الهدايا التي أعطاها لي ولأهله وللآخرين؟ وهل عليه أصلًا السعي في استردادها؟ وهل يأثم من يرفض إرجاع هديته أو هبته له إذا أعلمه بمعطيات الوضع؟ وبارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ردَّ هذه الهدايا للزَّوج من قبيل حسن العشرة، وليست فيما أعلم من قبيل الحقِّ الواجب؛ لأنه وإن افترض أنه يلزمه ردُّها فإنه يغرمها في ذمَّته، ويتكلَّف إرجاعها من ماله.
ولكن ردَّها إليه كما ذكرنا من قبيل حسن العشرة وحسن العهد، وعدم نسيان الفضل بين الزَّوجين، وقد يكون من المناسب أن تُشيري على زوجك أن ينثر كنانته بين يدي المسئولين ما دام يثق في فقههم وعدلهم، ولعلَّه يجد عندهم من التَّوسعة ما لا يجده لدى من يُفتيه من بُعدٍ. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.