يا شيخ أنا متخرج من الثانوية العامة منذ سنتين أو ثلاث سنوات تقريبًا، وكنت أغش في امتحاناتي، هل الراتب الذي سأتقاضاه بالمستقبل حرام؟ أم أن علي إثمًا فقط والراتب لا يدخل في المسألة؟ علمًا بأني تخرجت ولا أستطيع إعادة السنة.
أيضًا كنت أدرس بمعهد للحاسب، وكنت مجتهدًا بالمعهد، ووقت الاختبار كنت مستعدًّا ولكن وجدتُ الأسئلة غير موجودة بالملخص الذي أعده لنا المعلم؛ فهو كان يلخص الكتاب ونحن ننقله في دفتر، ولكن جاءت الأسئلة من الكتاب وهو لم يشرحها لنا، فاضطررت أن أغش باختباراتي كلها لأن الأسئلة تأتي من الكتاب ولم يشرحها لنا، وأخبرته بأنه لم يشرح لنا تلك الأسئلة، ولكنه لم يفعل شيئًا. فهل شهادة الحاسب التي حصلت عليها حلال أم حرام؟ علمًا بأني كنت أذاكر ولكن لم يأت من الملخص إلا بضعة أسئلة. أريد أن أستفسر عن الراتب هل هو حلال بالحالتين أم أنه حرام؟ وماذا أفعل يا شيخ؟ جزاك الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فالغشُّ يا بنيَّ من المنكرات التي ورد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا»(1). فتلزمك التوبة من ذلك، بإصلاح ماضيك بالندم، وإصلاح مستقبلك بالعزم على عدم العودة إلى ذلك في المستقبل، وبالإكثار من الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات(2)، ويتوب الله على من تاب.
وإذا كنت تؤدي عملك على الوجه المنشود فلا أثر لذلك على راتبك الذي تتقاضاه على هذه الوظيفة، وإن كان يؤثر على أدائك لعملك فيلزمك أخذ دورات تدريبية حتى تتمكن من أداء عملك على الوجه المنشود. أسأل الله أن يقيل عثرتك وأن يتقبل توبتك. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «قول النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا» حديث (102) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2) قال تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [هود: 114].