ما حكم العمل في شركة «signs» وهي تقوم بعمل لافتات تجارية؟ مع العلم أنها تعمل لافتات لشركات تتعامل بالحلال أو شركات لا تتعامل بالحلال.
فمثلًا لقد قمنا بعمل لوحات لشركة «grason» وهي شركة سيارات، وقمنا بعمل لوحات لشركة «chase» وهي من أكبر البنوك (ربا)، وقمنا بعمل لوحات وديكورات لجدران شركة «the rush» وهي عبارة عن أندية رياضية مختلطة ««fitness club. فما حكم العمل في هذه الشركة؟ علمًا بأن دخلي من هذا العمل هو دخلي الوحيد وعندي التزامات. وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأعمال في هذه الشركة مختلطة؛ منها ما يحل ومنها ما يحرم، ولكل حالة حكمها، فحلالها حلال وحرامها حرام، فعمل لوحات لمشروع تجاري يدور في فلك المباحات من الأمور المشروعة، والترويج لمثل شركات الخمور أو البنوك الربوية ونحوها مما نهت عنه الشريعة من الأمور الممنوعة، لعموم قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
وعلى هذا فيمكنك أن تقبل من أعمال هذه الشركة ما تدين بمشروعيته، وتمتنع عمَّا لا تدين بمشروعيته، فإن لم تقبل منك الشركة هذا التفريق، وأجبرتك على قبول الجميع أو رفض الجميع والاستقالة، وكثرت المحرمات في أعمال هذه الشركة فيلزمك الجد في البحث عن بديل مشروع ينأى بك عن الريبة وتطمئن معه إلى مشروعية عملك ومصدر رزقك.
وإن ألجأتك ظروفك الحياتية إلى الاستمرار المؤقت في هذه الشركة فلابد أن يرى الله من قلبك أنك كاره لهذه الأعمال المحرمة، ولتبحث بجد عن بديل مشروع، ولتنتقل إليه عند أول القدرة على ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.