كنت ألبس بدلةً وأقف أمام حمَّام سباحة وقلت لصديقي: أقفز في الحمَّام وتُعطيني مائة جنيه، فقال لي: موافق. وفعلًا قفزت وأعطاني المائة وكسبت التحدي. فهل هذا المال حلال؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذ المال لا بأس به، لأنَّ القمار المحرَّم هو الذي يكون بين طرفين يخرج كل منهما مالًا ويتسابقان، ومن فاز كسَب الرهان.
وضابط القمار المحرم هو الذي لا يخلُو أطرافه من غُرم أو غُنم، وغرم أحدهما هو غنم الطرف الآخر، وهو لا يحل إلا في ثلاثة أمور: مسابقة الخيل، والإبل، والسهام، لحديث: «لَا سَبْقَ(1) إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) ما يُجعل من المال رهنًا على المسابقة.
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 474) حديث (10142)، وأبو داود في كتاب «الجهاد» باب «في السبق» حديث (2574)، والترمذي في كتاب «الجهاد» باب «ما جاء في الرهان والسبق» حديث (1700)، والنسائي في كتاب «الخيل» باب «السبق» حديث (3585)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الترمذي: «حديث حسن»، وصححه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (1506).