ماذا يفعل من نال شيئًا من الربا قبل علمه بحرمته؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ما أصابه المسلم من أموال الربا قبل علمه بالتحريم موضع نظر بين أهل العلم، وجمهورهم على أن الربا موضوع كله، ما قبض منه وما لم يقبض، سواء أعلم بالتحريم أم لم يعلم، لعموم قوله تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ [البقرة: 279]، فما لم يقبض لا يحل قبضُه، وما قبض لا يحل تموله، بل يتخلص منه بتوجيهه إلى المصارف العامة.
ومنهم من توسع بالنسبة للجاهل والمتأوِّل، أي من قبض شيئًا من ذلك بتأوِّل باجتهاد أو بتقليد سائغ- فوسع عليه في ذلك، ورخص له في تمول ما قبضه من ذلك بجهالة أو بسوء تأويل، لعموم قوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 275]. وقال: إذا ثبت حكم هذه الآية في حق الكافر فلن يكون المسلم التائب أسوء حالًا منه.
ونرى أن الاحتياط أن يتخلص من هذا المال بتوجيهه إلى المصارف العامة، إلا إذا كان محتاجًا فيأخذ منه بقدر حاجته أُسوة بسائر المحاويج. والله تعالى أعلى وأعلم.