لي سؤال، وأسأل الله التوفيق والهداية لنا ولكم، أما سؤالي فهو عن الاقتراض من البنوك، فأنا قد منَّ الله على بعملي الخاص في إحدى محافظات الجمهورية التي تبعد كثيرًا عن أهل بيتي، وهم أبي وهو مريض ومسنٌّ، وكذا أمي، وهم في أشد الحاجة لوجودي بجانبهما لهرمهما وهوانهما، وأنا والحمد لله المنفق الوحيد عليهما بفضل الله ومنته، وأنا سعيدٌ بهذا الدور ولا أمَلُّ منه، بل بالعكس أحسُد نفسي على برِّهم، وأن وفقني الله إلى هذا، ولي زوجة وبنت ووجودنا معهما يعني لهما الحياة كلها، وأريد أن أنتقل إلى القاهرة لأكون بجانبهم، ولن يتيسر ذلك إلا إذا اقترضت من البنك مبلغًا ماليًّا عليه فائدة بنكية كي أستطيع أن أنقل شركتي وأنشئ لها مركزًا في القاهرة، وهذا يحتاج إلى مبلغ لا يتوافر معي لأنتقل هذه النقلة، وأنا أرجو وجهَ الله في كل أعمالي ما استطعت، فأفتونا هل أقترض هذا المبلغ أم أظل بعيدًا عن أبي وأمي اللذين هما قرة عيني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الربا من الكبائر، وهو المعصية الوحيدة التي أعلن الله عليها في كتابه الحربَ على المتورطين فيها، وقد لعن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من تورط فيها أو أعان عليها بوجه من الوجوه، حيث لعن آكلَ الربا ومُؤْكِلَه وكاتبه وشاهديه وقال: «هُمْ سَوَاءٌ»( )، والإقراض بالربا محرَّم في جميع الأحوال، فلا تحله ضرورة ولا حاجة، أما الاقتراض بالرَّبا فهو محرَّم كذلك، ويرتفع إثمُه عند الضرورات، وكل مسلم مسئول أمام الله عن تقدير ضرورته، وعلى هذا فإذا تعيَّن وجودك بجوار والديك سبيلًا لرعايتهما، وكانت هذه الرعاية من ضروراتهما في هذه المرحلة من العمر، ولم يكن ثَمَّةَ من إخوتك من يتولى هذه الرعاية، ولم تتيسَّر لك وسائلُ أخرى مشروعة للحصول على المال اللازم الذي توطن به أعمالك في القاهرة لتكون بجوارهما لتوفير هذه الرعاية، فنرجو أن تكون هذه من صور الضرورة التي يُترَخَّص بسببها في المحظور بما يكفي لدفعها، على أن تُقَدَّر بقدرها، وتسعى في إزالة آثارها ما استطعتَ، والله ولي التوفيق، والله تعالى أعلى وأعلم.
الاقتراض من البنك الربوي للإقامة إلى جانب الوالدين المسنين
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 01 البيع