أنا أعمل في الخارج وجربتُ في مصر مشاريعَ كثيرة ولكن للأسف لم تنجح، وأهلي يملكون قطعة أرض في فايد على البحر، وكنت أنوي أن أبني عليها شاليهات للإيجار كاستثمار؛ حيث إن المشروع مُجدٍ وكذلك المخاطر قليلة جدًّا.
ولكن قبل أن أبدأ في البناءِ شعرت أن أساسَ المشروع قائمٌ على التَّرفيه، فشعرت أنه يجب عليَّ أن اختارَ مشروعًا مُجديًا اجتماعيًّا من باب تحلِّى الحلال، ويكون بعيدًا عن الشبهات والاختلاط الذي قد ينتج عن الشاليهات، رغم أني كنت نويت أن أختار من يستأجر المكان بأن يكون من ذوي الأخلاق، ولكن صعب التحكم بشكل كامل، وشعرت أيضًا أن من يأتي معرَّض للفتن، ومن حيث إن الأرزاق بالله فقط فيجب علي أن أختار مشروعًا آخر. فهل هذا قرار صحيح؟ أرجو النصيحة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا شيء يعدل السلامة، وخير دينكم الورع(1). والبحث عن المشروعات الإنمائية التي تبني وطننا وتنفع أمتنا وتخرجها من هذه المضايق التي يضعها فيها خصومها نكايةً في توجهها الإسلامي- توجهٌ نبيل، ومقصد عال شريف، وإنني لأرجو وقد توجَّهْت هذا التوجه أن يتقبل الله ذلك منك بقبول حسن، وأن يشكره لك، وأن يفتح لك أبواب رزقه على مصراعيها بحوله وقوته. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (1/ 171) حديث (317) ، والطبراني في «الأوسط» (4/ 197) حديث (3960) ، والبزار في «مسنده» (7/ 371) ، من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكِمُ الْوَرَعُ»، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (1/ 50) وقال: «رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن».