أخت تعمل في دار للقرآن الكريم والعلوم الشرعية ولكن في الشئون الإدارية، وصاحب الدار رفض إعطاؤها بعض مستحقاتها المالية (كزيادة وقت العمل عن المتفق عليه بينهما، والعمل في أيام إجازاتها الرسمية بدون أجر إضافي، وإثقالها بالكثير من الأعباء والمسئوليات في العمل والتي ليست من اختصاصات عملها بدون زيادة في الراتب) مع العلم بأنه لا يوجد عقد عمل بينهما أو تأمين؛ حيث رفض صاحب العمل ذلك، ونظرًا لشدة احتياج الأخت للعمل لسوء ظروفها المالية وأنها مسئولة عن نفسها وطفلها اضطرت للعمل في الدار بدون عقد واكتفت بما اتفق عليه من مواعيد للعمل وما هو مسلَّم به ومعروف في لوائح أي عمل خاص، فعندما وجدت استغلال صاحب العمل لها ولظروفها بهذه الصورة بدون أي أجر إضافي مما أثر على حالتها الصحية بسبب ثقل الأعباء عليها، وأرادت ترك العمل رفض صاحب العمل إعطاءها مكافأة نهاية الخدمة أو أي من المستحقات السابق ذكرها، فإذا كانت الأخت معها مبلغ صغير من المال الخاص بالدار والذي لا يعلم عنه صاحب العمل شيئًا حيث كانت تبيع بعض الأشياء لصالح الدار وطلب منها صاحب العمل ألا تكتب مثل هذه الأشياء في الحسابات بل تضعها في مظروفات خارج الحسابات حيث يتم بها شراء بعض الأشياء الأخرى البسيطة، فهل يجوز للأخت أخذ هذا المبلغ مع أنه أقل بكثير جدًّا من مستحقاتها المالية في العمل؟ مع العلم أيضًا أن الدار تقبل التبرعات المادية والصدقات. وجزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد قال تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } [النحل: 126] فإن كان لك حقٌّ جَليٌّ قطعيٌّ، لا يختلف فيه ولا يختلف عليه عند العقلاء المنصفين، وعجزت عن أخذه بالطرق المتاحة؛ فإنَّ لك أن تتحيَّلي لأخذه بما لا يُعرضك لفتنة في الدين، ولا لعقوبة قانون من القوانين، فاعرضي تفاصيل مظلمتك على أحد من أهل العلم المخالطين لك، وأوقفيه على جميع دقائقها؛ فإن أفتى بأن لك مظلمةً عند صاحب العمل فلا حرج في استيفاء حقك مما له عندك من مال، وإن بقيت له بقية رددتيها إليه. والله تعالى أعلى وأعلم.