العمل في معالجة مياه مصانع البيرة

أنا مصري لدي طفلتين 5 سنين والأخرى 9 شهور، أعمل بمجال معالجة المياه، تقوم شركتي ببيع الكيماويات وأقوم بعمل التحاليل ووضع برامج المعالجة للمعدات، ولو وجدت مشاكل كيميائية أقوم بحلِّها.
الشركة لها أفرع في جميع أنحاء العالم، الشركة استقدمتني لبناء هذا الفرع عندهم نظرًا لخبرتي من الشركات السابقة. ولما وجدوا ما أرادوا معي أعطوني ترقية لأكون مسئولًا عن كل هذا القسم على مستوى مصر.
كان هذا القسم منقسم لقسمين:
قسم للفنادق وفيه تتم معالجة المياه في حمامات السباحة بالإضافة لأنظمة أخرى. وكنت أعمل فيه قبل الترقية.
القسم الآخر: المصانع، ولم أكن مسئولًا عنه قبل الترقية، ولكن بعد الترقية أصبحت مسئولًا عن كل شيء.
جاء اتفاق من الخارج لمعالجة المياه في مصنع بيرة، بالإضافة لوجود مصانع أخرى تصنع أشياء حلالًا.
نظرًا لعدم وجود أي شخص يستطيع تولي المهمة، ولا يعرف في هذا المجال ولديه الخبرة إلا أنا في الشركة، فهم يعتمدون عليَّ وجعلوني مسئولًا عن معالجة المياه على مستوى مصر.
ومنذ شهرين أعطوني قرضًا حسنًا لشراء سيارة، وأقوم بدفع أقساط شهرية 4500 جنيه مصري.
وعدوني بأنه بعد فترة سيأتون لي بفريق عمل قد عُيِّن فيه شخص مسيحي سيكون مسئولًا عن هذا المجال في مثل هذه المصانع.
السؤال هنا: أنا لا أعرف هل أستكمل هذا العمل أم أتركه؟ علمًا بأني لو تركته سأبدأ حياتي من جديد. أم أستكمل وأقتطع جزءًا من مرتبي ومكافآتي نظيرَ العمل في مثل هذه المصانع لحين استقدام مسيحي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل في معالجة المياه في مصنع البيرة المنعُ؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
ولو كان عملك في هذا المجال وحدَه لكانت الفتوى على المنع الجازم، لا يستثنى من ذلك إلا ما كان تحت وطأة الضرورات الملجئة.
ولكن لما كان ما ذكرته هو جزءًا من عمل، وكان وروده عليك طارئًا، مع ما ترجوه من وجود فريق من المساعدين من بينهم من تُعيِّنه من غير المسلمين لتولية هذا العمل، مع ندرة الوظائف، وعموم البلوى، ومسيس الحاجة.
فالذي يظهر لي هو الترخُّص في البقاء في هذا العمل، على أن تُجنِّب من دخلك ما يقابل هذا العمل المحرم، وتتخلص منه بتوجيهه إلى المصارف العامة.
وأن تحرص على تولية هذا العمل أحدًا من غير المسلمين ممن لا يتدينون بتحريم ذلك، ومع سعيك في المستقبل أن توكل هذه المهمة بالكلية لغيرك من المديرين. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 20 أكتوبر, 2025
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف, 10 الوظائف والأعمال

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend