الاقتراض الربوي لرد دَيْن عاجل
السؤال:
هل يجوز الاقتراض الربوي لرد دَيْن عاجل ؟ أنا أعيش في كندا وكنت قد بدأت مشروعًا صغيرًا لبيع ملابس المحجبات،
وللأسف اضطررت أن استدين من بعض الأقارب بعض المال لإكمال المشروع،
ظنًّا مني أنني سأستطيع سداد الدين بعد فترة ستة أشهر،
ولكن نظرًا للحالة الاقتصادية وبعض القصور في إيجاد محلٍّ مناسب في حدود إمكانياتي طال الوقت لأكثر من عام.
وما زلت أدين لهم بأكثر من نصف المبلغ، وللأسف هم يمرُّون بظروف مادية وأريد أن أعيد لهم أموالهم،
فهل الاقتراض من البنك في هذه الحال لسداد الدَّين وإكمال المشروع بشكل مناسب يجعله يُدرُّ ربحًا مناسبًا يُعتبر حرامًا؟
أم هناك وجه إباحة؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الربا من الكبائر التي توعَّد الله المصرين عليها بحرب من الله ورسوله(1)، ولا يترخص في الربا إلا عند الضرورات الـمُلجئة،
والذي ننصحك به أن تجتهدي في البحث عن شريك يريد أن يستثمر جزءًا من ماله في مثل هذا المشروع المبارك بإذن الله،
فيجمع الله له بين ربح الدنيا وأجر الآخرة إن شاء الله، فقط أحسني عرض مشروعك،
واتخذي من أساليب العرض الناجح والإدارة الناجحة ما تكسبين به ثقة بعض المستثمرين، ويجذبهم إلى مشروعك،
ثم اجتهدي في الدعاء ألا يحوجك الله إلى الوقوع في الحرام الذي يسخطه ويعلن الحرب على أهله. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ } [البقرة: 278، 279].
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الربا والصرف لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي