باختصارٍ شديد: زوجي عقلُه مثلُ عقلِ الأطفال وشديد الغضب، وليس له شخصيةٌ محددة، وليس عنده خبرةٌ في الحياة، فهو الصغير في إخوته وأقلُّ شيءٍ أعمله يُثير أعصابَه ويُخرجه عن شعوره، وفي عقله اعتقاداتٌ لا يُغيِّرها أبدًا، مثل أن كلامَه لابد أن يُنفَّذ بالحكم وليس بالتفاهم، وأنني زوجةٌ تهتمُّ بإبراز شخصيتِها عليه، وأنني معجبةٌ بنفسي ودائمًا ما أنتقد فيه وهذا هو ما في رأسه من ناحيتي، لكنه طيِّبٌ وكريمٌ معي. كيف أعامله من دون أن يُصيبَني ضيقٌ من طباعه؟ وجزاكم اللهُ خَيْرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنُذكِّرك بقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْـمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»(1)؛ فأحسني التبعُّلَ لزوجِكِ، واعلمي أنه جنَّـتُك أو نارُك(2)، وإذا انطلَقَتْ نظرتُكِ إليه من أنه لا خبرة له في الحياة وأن عقلَه كعقل الأطفال فإنني أخشى أن تُؤثِّر هذه النَّظرة سلبًا على وفائك بحقوقه وقيامك بها على الوجه المنشود.
وعلى كلِّ حال ما دُمتِ قد عرفتِ مفاتيح شخصيته ونفسه فأحسني الدخولَ إليها، وتجنَّبي ما يُثير غضبَه، واشغلوا أوقاتِكم بما يُفيد حتى لا تتركوا للشيطان فرجةً يتسلَّل من خلالها. ونسأل اللهَ لنا ولكم العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «الرضاع» باب «ما جاء في حق الزوج على المرأة» حديث (1159) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال: «حديث حسن».
(2) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (4/341) حديث (19025)، والحاكم في «مستدركه» (2/206) حديث (2769)، من حديث الحصين بن محصن رضي الله عنه : أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟» قالت: نعم. قال: «كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟» قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قَالَ: «فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ». وقال الحاكم: «صحيح ولم يخرجاه»، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» (1509).