جاء لي خاطب من جماعة الدعوة ولكنه يستمع لشيوخ السلف والإخوان، ولا يفعل شيئًا إلا بدليل من قرآن أو سنة، مع العلم بأني أطلب العلم الشرعي فبماذا تنصحني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأنصحك يا بنيتي بالاستخارة على قبول هذا الخاطب، ما دام صاحب دين وخلق، وصاحب انتماء إلى العمل الإسلامي وصاحب أفق مفتوح يستمتع إلى جميع أهل العلم، ولا يفعل شيئًا إلا بدليل من القرآن والسنة كما تقولين.
وانتسابه إلى جماعة التبليغ مع حرصه على الدليل لا يقدح فيه، بل هو على هذا النحو من من مناقبه؛ فقد وجدناهم من أرقِّ الناس قلوبًا وألينهم عريكة، وما يؤخذ على بعضهم من الدخول في شيء من البدع بسبب قلة رصيدهم من العلم؛ فإن من تقدم لك كما تقولين يستمع إلى أهل العلم، ولا يأخذ شيئًا إلا بدليل، فهنيئًا لكِ هذا الخاطب!
وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»(1).
وأسأل الله يا بنيتي لك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه» حديث (1084) ، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «الأكفاء» حديث (1967) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الجامع» (270).