أجهضتُ وأنا في الشَّهر الثَّالث من الحمل ولم أعرف جنس الجنين. فهل الأجنَّة تعرف آباءها في الآخرة حتى إذا لم تدفن ولم نقم بتسميتها؟ ولكم جزيل الشُّكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن السِّقط يشفع لوالديه في الآخرة؛ لحديث: «إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسُرُورِهِ إِلَى الْـجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ»(1). سواء عليكِ أعرفتِ جِنْسَه أم لم تعرفي، وإن اللهَ لا يُعجزه أن يُقدِره على ذلك، فإنه لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء.
ونسأل اللهَ أن يَجبُر كسرَكِ وأن يُطيِّب خاطرك، وأن يُعوِّضك خيرًا؛ إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/241) حديث (22143)، وابن ماجه في كتاب «ما جاء في الجنائز» باب «ما جاء فيمن أصيب بسقط» حديث (1609)، والطبراني في «الكبير» (20/146) حديث (300)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (3/57) وقال: «وإسناد أحمد حسن أو قريب من الحسن».