مُبارك عليكم الشهر الكريم، جزاك الله خيرًا يا شيخ، لقد أرسلت سؤالي من مدة، ولقد أفتيتني بصحَّة العقد، ولكن لم أذكر لك في سؤالي نقطة أخرى، اسمح لي يا شيخ أن أكرر السؤال، لقد تعرفتُ عل زوجي قبل الزواج به، كل ابن آدم خطاء؛ حيث وقعنا في الفاحشة من الدبر، ولكن لستُ متأكدة إن كان قبل العقد أو بعده؛ حيث إن هذه المسألة فيها اختلاف بين العلماء، فمنهم من اشترط التوبة، ومنهم لم يذكر التوبة، يا شيخ، في واقعتي أنا وزوجي، وهذا هو سؤالي حيث إننا اتفقنا قبل العقد تقريبًا مدة أسبوعين لا أذكر المدة بالضبط بأن نبتعد عن مقابلة بعضنا، وكان هدفنا بأن ييسر الله أمر زواجنا، فهل تعتبر هذه توبة؟ حيث كان بيننا مكالمات في الهاتف، فهل تعتبر توبة؟
يا شيخ، لقد مرت سنتان من زواجنا وأنا أفكر في الموضوع؛ حيث إننا من المذهب الإباضي، ونحن لا نعلم بالحكم إلا بعد الزواج، أريد أن أجدد العقد؛ للخروج من الخلاف، ولكن صعب علينا، سنفضح أنفسنا بعد أن مَنَّ الله علينا بالستر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فكم مرة أفتيناكم بصحة العقد، وعدم الالتفات إلى الوراء؟!
حقًّا إن الإنسان ليشقى أو يسعد من داخله، ويسعى في بعض الأحيان ليرهق نفسه بنفسه، والله جل وعلا دائمًا أرحم به منه.
إن كنتما لا تزالان في حرج وتريدان تجديد العقد فلا حرج، ولا مبرر لكل هذا التردد والتلاوم والعنت، ليس عندي جديد أقوله: العقد صحيح، وإن أردتما تجديده على سبيل الاحتياط فالباب مفتوح، ولكن لا أنصح به فالستر أولى، وراجعوا الفتاوى السابقة، وأسأل الله لي ولكم الهدى والتقى والعفاف والغنى. والله تعالى أعلى وأعلم.