أنا شاب أبلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة، وأنا أستاذ، وأريد أن أحسم أمري في الزَّواج من فتاة هي تلميذتي قد درست لها، وأنا أحبها جدًّا، والآن أنا أتكلم معها فقط على الهاتف، وقد رأيتها مرتين أو ثلاثًا لا أكثر ولا أقل.
المهم والمشكل في الأمر أن أهلي؛ أقصد جدتي التي ربتني تعارض هذا الأمر بحجة أنني ما زلت صغيرًا على سن الزَّواج وأنني لم أسوي وضعي بخصوص الخدمة العسكرية، لكن أنا أريد أن أفعل شيئًا، لا يغضب ربي، أرجو أن تفيدوني بإجابتكم سريعًا، فأنا جد متوتر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا يجسده قوله صلى الله عليه وسلم : «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(1). ومن كان في مثل سنك لا يصح أن يقال عنه: إنه ما زال صغيرًا على سن الزَّواج، ولكن ما تذكره حول تسوية وضعك بخصوص الخدمة العسكرية له وجه من الاعتبار، فإنك بتسويتك لهذا الملف يتمهد أمامك سبيل قار للعمل والاكتساب، فأدر حوارًا مع جدتك، وائتمر في هذا بينك وبينها بمعروف.
وقد يكون من الحلول المقترحة أن تبادر بالعقد على فتاتك، ثم ترجئ زفافك إلى الفراغ من الخدمة العسكرية والاستقرار في عمل مناسب، واقتصر في حديثك مع فتاتك على الهاتف على الضَّرورات والحاجات، بل إن الحزم أن يتوقف ذلك بالكلية إلى أن تتقدم إلى الخطبة الشرعية، واحذَرْ أن تخرج إلى شيء من المغازلات فيحل بك في شؤم المعصية، ونسألُ اللهَ أن يلهمك رشدك، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه.