الولي منذ عام ونصف يرفض تزويجي أو مقابلة المتقدمين بحجة أنني أستحق أحسن من هذا، فهم دون المستوى المادي والطمع هو المحرك الأساسي لهم؛ لأننا مقتدرون ماديًّا، وبدأ يفتش في ماضي من ارتضيت به زوجًا وبدون أدلة أو بينة أعلن رفضه بادعاء أنه كاذب.
وبداية اتهمه بالخمر؛ ولعدم توفر بينة حوَّلها إلى كذب، والعريس الذي قبله رفضه مع أنه جامعي ومستواه الأسري مقارب والاجتماعي لأنه يعمل على سيارة خاصة به، واتهمه بدون دليل عقلي أو عيني أنه ضرب طليقته وأولاده.
وللأسف أخي وليي الثاني يعمل مع أبي ويقول: إن الزواج بدون موافقة الولي زنى، والكارثة أن من يرتضون بهم متزوجون ولا يريدون إخبار زوجاتهم، وأهلي إن لم أقبل بذلك فلا زواج. لم أنجب بسبب عقم طليقي، وصبرت معه 14 عامًا وأحتاج إلى زوج للعفة، فما رأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فبداية أسأل الله جل وعلا أن يجعل لك من ضيقك فرجًا ومخرجًا، اللهم آمين. هذا وإن صح ما تقولين من أن الولي يرفض من تختارين بدون مسوغ شرعي، ويريد لك من لا تحبين لمجرد الجشع والطمع المادي، فذلك وضع يسخطه الله ورسوله، فإن نبي الهدى ﷺ قال: «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا». أي في الإذن والرضا، ثم بيَّن أنهم «إِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»، وعلى هذا فلك الحق إذا لم يجد الحديث المباشر مع والدك بالمعروف وإذا لم تنجحي في توسيط من تقبل وساطتهم عنده- أن تلجئي إلى القضاء الشرعي لبسط قضيتك أمامه ليقضي فيها بما أنزل الله، فتنزل عبارته في التزويج منزلة عبارة الولي، ويقوم مقام القضاء الوضعي المراكز الإسلامية خارج ديار الإسلام، فلو اتصلت بأحد ممن فوضته الجالية أمور الأنكحة والفرق فأرجو أن تجدي عنده حلًّا ومخرجًا بإذن الله، ثم الزمي الدعاء بالأسحار، واستعيني بالصبر والصلاة، وأبشري بفرج قريب؛ فإن رحمة الله قريب من المحسنين. والله تعالى أعلى وأعلم.