أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، وأنا طالب بالفرقة الثانية بكلية الشريعة والقانون ولي إخوة ثلاثة كلهم تزوجوا ولم يبق إلا أنا. والحمد لله والفضل له فإني شاب ملتزم ولكني أعاني بشدة من كثرة التفكير في الجماع، وأعاني بشدة من اشتداد الشهوة بداخلي، ودائمًا وباستمرار تُروادني بشدة أفكار ومشاهد جنسية، وكلما يقع بصري بدون قصد على أي فتاة أتخيل فورًا كأني أجامعها، وهذا كثيرًا ما يؤثر بالسلب على كل شيء في حياتي وبالأخص ضياع وقت كبير في التفكير.
وسؤالي لفضيلتكم: إنني في أشد الحاجة للزواج الآن لتسكين الشهوة التي بداخلي، ولكن هناك عقبتان تحول بيني وبين هذه الرغبة:
1- أنني أستحيي من إخبار أسرتي بحاجتي الشديدة للزواج.
2- أنه فيما سبق قد فاتحت أسرتي في الزواج، وبالرغم من أن حالة أبي المادية ميسورة وتجعله قادرًا على أن يزوجني الآن إلا أن أبي وأمي يرفضان تمامًا فكرة الزواج خلال المرحلة الجامعية، بحجة أن أخي الأكبر لم يتزوج إلا بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية وبعد الالتحاق بوظيفة ولابد أن أكون أنا الآخر مثله. وأيضًا بحجة أنني إن تزوجت الآن فإن في ظنهما أن هذا الزواج سيعوقني عن دراستي في الجامعة وهما يخافان عليَّ من الفشل، لذلك فهما يرفضان مبدأ زواجي الآن رفضًا تامًّا. فما نصيحتكم لي في هذا الأمر؟ وهل يعد أبي آثمًا إن كان قادرًا على أن يزوجني لكنه يرفض ذلك؟ وهل الزواج للطالب أثناء الدراسة خيرٌ أم شر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ما تتطلع إليه من الزواج طلبًا للعفاف وتسكينًا للشهوة تطلع مشروع وامتناع أبيك عن تزويجك لا وجه له، وما يذكره من التعللات موضع مناقشة ومراجعة، وحياؤك الذي يمنعك من مفاتحة أبيك في هذه الرغبة المشروعة لا مبرر له، فينبغي أن تعيد مناقشة الأمر مع أبيك، وأن تستعين بالله عليه ثم بمن ترى أن له قبولًا عنده من قرنائه ورفقائه. ونسأل الله لك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.