هل يجوز الزواج من غير المسلمات في الغرب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، وقد أحل الله ورسوله نكاح الكتابية العفيفة، فقال تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة: 5].
والإحصان في هذا المقام هو العفة عن الزنى، ولكن يبقى النظر بعد ذلك في المفاسد التي تترتب على هذا الزواج عندما يتم في الغرب، وفي ظل الظروف الراهنة من انكسار شوكة الأمة، واستباحة بيضتها من قبل خصومها، حيث يستضعف الزوج عند أول خصومة، وتشهر دول الغرب في وجهه قوانينها ونظمها الجائرة، وتقف دولته مكتوفة الأيدي لا تغنى عنه في هذا المعترك فتيلًا ولا قطميرًا، وعلى هذا فلا ينصح بمثل هذا الزواج في ظل ظروفنا الراهنة لما يترتب عليه من المفاسد، والتي نذكر منها: نشأة الأولاد في بلاد الكفر وشؤم ذلك على حاضرهم ومستقبلهم، وما يتعرضون له بسبب ذلك من الفتنة في الدين، وكون ذلك ذريعة لاستمراء الحياة والإقامة الدائمة في بلاد الكفر، والانفصال النفسي شيئًا فشيئًا عن جماعة المسلمين.. إلخ.
والخلاصة أنه وإن كان حلالًا لكنه مُستَثْقل ومذموم، والحزم تركه، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله.
ومن اضطر إلى هذا الزواج خشية العنت فخير له أن يعزل، وأن يتدبر مليًّا في مسألة الإنجاب قبل أن يقدم عليها، مخافة الفتنة التي قد يتعرض لها الولد في دينه في ظل هذه الظروف، والذريعة في ذلك قريبة جدًّا. ونسأل الله السلامة والعافية، والله تعالى أعلى وأعلم.
الزواج من غير المسلمات في الغرب
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 05 النكاح