أنا متزوِّج وعندي أولاد، تعرَّفتُ على زميلة الدراسة بعد عدة سنوات وكانت أرملة، كنت أُحبها في السَّابِق وتعلَّقنا ببعضٍ جدًّا، ولظروفها وظروفي أردنا أن نتزوَّج ولكن من دون علمِ أحدٍ، وهو أنها قبلتني زوجًا لها وأنا قبلتها زوجة لي من دون شهودٍ، ومارسنا العلاقة الزوجية مَرَّةً واحدة ولكننا خفنا وأردنا أن نسأل ما حكمُ العلاقة هذه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد استدرجكما الشَّيطان إلى شِعابه، وما جرى بينكما ليس زواجًا؛ فإن للزواج مُقوِّماتٍ إذا لم تُستجمع كان عقده فاسدًا، وقد خلا عقدكما من الوليِّ والشهود فهو عقد باطل.
والمباشرة التي تمَّت بينكما هي من قبيل الزنى، فاتَّقِ الله وأقلع عن هذه العلاقة على الفور، فإنه «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»(1)، وسبيلك إلى تصحيحها هو العقد الشَّرْعي الصَّحيح الذي يجري على وفاق الشَّريعة؛ فتخطبها من وليِّها ثم تُجري العقد من خلاله وفي حضور الشهود.
ونسأل اللهَ أن يردَّكما إليه ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الحدود» باب «لا يشرب الخمر» حديث (6772)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية على إرادة نفي كماله» حديث (57) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .