أحببت فتاةً وقمتُ بمعاشرتها أثناءَ الخطوبة ثم تزوَّجنا، هل هذا الفعل حرامٌ وله ذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فغفَر الله لك يا بني. وهل يجهل مسلم أن المخطوبة أجنبية، وأنه لا يحلُّ للخاطب مباشرتها إلا بعد العقد الشرعي؟!
لقد أصبح هذا المعنى من المعلوم من الدين بالضرورة، لاسيما في ظل الفضائيات الإسلامية التي تُعرِّف الناس بدينهم ليل نهار.
أيًّا كان الوضع يا بني لقد مضى ما كان، وقد أحسنت صُنعًا إذ تزوجت هذه الفتاة، وبقي أن تتوبا إلى الله مما كان منكما توبةً صادقةً نصوحًا، وذلك بإصلاح الماضي بالندم على ما كان، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب؛ وهذا قد كان منكما بالزواج والحمد لله. وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى ذلك في المستقبل أبدًا. والله جل وعلا أهل التقوى وأهل المغفرة(1)، وهو القائل: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]. والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) قال تعالى: { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56].