أقيم مع أسرتي في دولة أوربية، وعملت دعوة لوالدي واستدعت حالته الصحية علاجه هنا، وعلمت من الأطباء أن حالته سواء هنا أم في بلدنا لا يتغير شيء فيها.
المشكلة أنه يريد أن يستمر هنا بالرغم من تقدُّم سنِّه، ولكن هو مع خلاف مع زوجتي، وهي لا تريد جلوسه هنا، وفي أغلب الأحوال يكون هو الذي يظلمها على الرغم من أنها تقضي له ضرورياته، حتى إنه لا يرد عليها السلام إن ألقته عليه.
حاولت الإصلاح بينهما فرفضا، وأنا محتار، فزوجتي تصر على سفره هو أو سفرها هي، وهو لا يريد الرجوع لبلدنا، وأنا لا أستطيع أن أنسى فضله علي وغصبه على ما لا يريد، ولكن زوجتي تخبرني أنها لا تأخذ راحتها في وجوده، خاصة مع مقاطعته لها. فهل إن سافر والدي على غير رضاه أكون عاقًّا له؟ وماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا نملك إلا أن نقول لك: بر أباك ولا تظلم زوجتك، وإن كان من الخيارات الممكنة أن تؤجر له مسكنًا مستقلًّا يكون فيه بجوارك فتقضي حقه ولا تضيق على أهلك فاحرص على ذلك، والمال يُعوِّضه الله عز وجل ، وإن المال غادٍ ورائح:
|
ومن قبل هذا ومن بعده اضرع إلى ربك جل وعلا أن يجعل لك فرجًا ومخرجًا، وأن يُعينك على ما تعبَّدك به من الإحسان إلى كليهما. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) هذا البيت للبيد بن ربيعة، الشاعر المعروف صاحب المعلقة، وهو يعد من الصحابة، والبيت من بحر الطويل، من قصيدة مطلعها:
بَلَينا وَما تَبلى النُجومُ الطَّوالِعُ وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ