نظرًا لإقامتي في كندا، ولحاجتي للنصح أرسل لكم هذه الرسالة: مررت بفترة قاسية مع زوجي، عندما اكتشفت خيانته لي خلال زواجنا الذي استمر عشر سنوات، ولكنه اعتذر وأبدى ندمه وتوبته التي أسأل الله أن تكون صادقة. واتفقنا على أن نبدأ من جديد لنربي أولادنا معًا، ولكن من وقت لآخر أشعر بالألم على خيانته لي، وتحضرني أفكار بتركه وطلب الطلاق. أرجوك يا شيخ أن تنصحني بما يجب عمله: هل أستعين بالدعاء، أم أحزم أمري وأتركه؟ مع العلم بأنه مر أربعة أشهر على الواقعة. جزاكم الله عنا خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يخفى أن التائب من الذنب- إذا حسنت توبته- كمن لا ذنب له، والأصل أن تحمل تصرفات المسلم على ظاهر الصدق والسلامة، وإذا كان الله قد مَنَّ على زوجك بتوبة، ويسر الله له أسبابها على يديك فأرجو ألا تعيني عليه الشيطان، بإثارة مثل هذه الوساوس والهواجس، بل خير لك أن تعينيه على طاعة الله عز وجل ، بمثل حثه على الاشتراك في مشروعات دعوية وتعليمية نافعة، كأن يشترك في بعض حلق العلم أو حلق تحفيظ القرآن الكريم، أو أن يشترك في بعض الجامعات الإسلامية، وقد تشتركان معًا، فيعين كل منكما الآخر، والنفس- يا أمة الله- إذا لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل! أسأل الله لكما التوفيق والسداد، وأن يصرف عنكما الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله تعالى أعلى وأعلم.