أنا متزوجة، زوجي رجل طيب، وفي خلال فترة زواجي منه أمه وأبوه ظلماني، وكانا يُسيئان معاملتي ويحرضان زوجي على ذلك.
ولم أستطع أن أتحمل ذلك، فكان ذلك يؤدي للمشاكل بيني وبين زوجي، ولما ساءت المشاكل أبعدني زوجي عنهم؛ لأنهم لم يراعوا ربنا فيه وفي معاملتي.
وبعد ذلك توفي أبو زوجي، وقلت: أبدأ صفحة جديدة مع أمه، وأحاول أن أنسى الظلم الذي عملته بي؛ نظرًا لأنها أصبحت أرملة.
وللأسف هي لم تهتز لموت زوجها، للأسف قلبي امتلأ بالظلم والقسوة منها؛ لأنها لم تزرع فيه الحب، بل زرعت قسوة.
نفسيتي تعبت جدًّا، وذلك يؤثر على بيتي وابنتي، فقررت أن أبتعد عنها تمامًا، وربنا يعلم وحده أني حاولت أن أبدأ معها بالحب والخير، ولكنها ملأت قلبي بالكراهية، وزوجي لم يقصر في حقها، وأنا مقدرة أنها أمه، وزوجي يتركني براحتي؛ لأنه لم يحب أن يظلمني. سؤالي: هل ربنا سيحاسبني لأني قررت الابتعاد عن أم زوجي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الله جل وعلا لم يتعبدك بالإقامة معها، ولكن تعبدك بالصبر عليها ومقابلة إساءتها بالإحسان، ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 34، 35].
وما دام هذا الجفاء الذي تشعرينه نحوها لم يحملك على ظلمها أو الاستطالة عليها، ولا تزيين عقوقها لزوجك، أو مراودته على قطع رحمها ومنع صلته لها، فأرجو أن يكون هذا الشعور في دائرة العفو، وننصحك بمقاومة هذا الشعور وعدم الاستكانة له، واعلمي أن الصبر بالتصبر، والحلم بالتحلم والود بالتودد. ونسأل الله أن يقذف المحبة بينكم والهدى في قلوبكم. والله تعالى أعلى وأعلم.