كان زوجي يمزح معي، وكنا في غاية السرور، وأثناء المزاح قال لي: «ﻻ تجلسي بجواري». قلت له: «ليه؟ هقعد جنبك، مش احنا متجوزين؟» قال: «ﻻ مش متجوزين» وضحك، ولم يقصد أي طلاق، فهل وقع بذلك طلاق هازل؟ أرجوك أفتني يا دكتور صلاح، أنا في انتظار رد حضرتك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه مزحة ليست مناسبة، وهي كذب، وعلى صاحبها إثم الكذب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح، ولا يقول إلا حقًّا(1).
ولكنها لا يقع بها الطلاق؛ لأنها ليست صريحة فيه، وكنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق إلا مع النية، فالحمد على عافيته هذه المرة.
ووصيتي له ألا يرجع إلى هذا النوع من المزاح المستنكر مرة أخرى، فإن: «ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُـهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ»(2). كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم. والله تعالى أعلى وأعلم.
———————–
(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/ 340) حديث (8462)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في المزاح» حديث (1990)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا». قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله! فقال: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا». وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1726).
وأخرج ابن سعد في «الطبقات» (8/ 224) مرسلًا من حديث محمد بن قيس قال: «جاءت أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: احملني. قال: «أحملك على ولد الناقة!». فقالت: يا رسول الله إنه لا يطيقني ولا أريده. فقال: «لا أحملك إلا على ولد الناقة!». يعني أنه كان يُمازحها، وكان رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقًّا، والإبل كلها ولد النُّوق.
(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على الهزل» حديث (2194)، والترمذي في كتاب «الطلاق» باب «ما جاء في الجد والهزل في الطلاق» حديث (1184)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا» حديث (2039)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الترمذي: «حديث حسن». وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3027).
نفى الزوجية عنه وعن زوجته على سبيل المزاح
تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية: 06 الطلاق