كنت أجلس في الأتوبيس أثناء السفر، وخلال ذلك جاءني وسواس أنني نطقت لفظًا من ألفاظ الطلاق، ولكني لم أكن قلتُ شيئًا، ولكنه الوسواس، وأثناء التفكير في هذا الوسواس وجدت هذه الجملة تقفز إلى عقلي «تبقى راجل لو طلقت مراتك» كأنني أقولها لنفسي كتحدٍّ، وطبعًا أنا لا أريد أن أطلق امرأتي، ولا أريد أن أتحدى نفسي أساسًا، ولكن تحدث لي أشياء عجيبة بسبب الوسواس، وعندما قفزت هذه الكلمة إلى مخي نطقتُ بصوت عالٍ أول كلمتين «تبقى راجل…» وأمسكت نفسي حتى لا أكمل الجملة، ولكن جاءني وسواسٌ أنني نطقتُها، وبعد ذلك كنت متعبًا وأريد أن أتخلَّص من الوسواس وأتأكد أنني لم أنطق باقي الجملة، فظللت أجرب مخارج الحروف، وأثناء ذلك أصابني وسواس جديد بأني ربما نطقت الجملة كاملة، ولا أعلم ماذا أفعل، فما حكم قول هذه الجملة «تبقى راجل لو طلقت مراتك» لنفسي؟ ولكني بالطبع لم أطلقها ولا أريد أساسًا أن أطلقها. ثم حدَثَ لي بعد ذلك شيءٌ آخر؛ حيث قالت لي زوجتى في التليفون قبل السفر: «ابقى كلمني لما توصل». فعندما كنت في آخر الطريق عندما اقتربت من الوصول قلت هذه الكلمة «مش عايز أكلمها» عندما تذكرْتُ ما قالته لي؛ حيث إنني كنت أخشى أن ما حدث لي بسبب الوسواس يقع بسببه الطلاق، كما أنني كنت في حالة نفسية سيئة جدًّا، ولا أريد أن أكلمها وأنا في هذه الحالة، ولم يكن في نيتي أي طلاق، فهل هذه الجملة «مش عايز أكلمها» من الممكن أن يقع بسببها شيء؟ وما حكم قول هذه الجملة «تبقى راجل لو طلقت مراتك» لنفسي؟ ولكني بالطبع لم أطلقها ولا أريد أساسًا أن أطلقها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يقع عليك شيء من الطلاق بسبب هذه الوساوس: لا بجملة «تبقى راجل لو طلقت مراتك» ولا بكلمة «مش عايز أكلمها» وأنت لا تريد طلاقها، بل حتى لو قلت لها «أنت طالق» بصورة صريحة فصيحة فلا يقع الطلاق إلا إذا قصدْتَ إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنك مستغْلَقٌ عليك بسبب الوسواس طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
فلا تُلْق بالًا لهذه الوساوس، ولا تمكِّنِ الشيطان من أن يُفسد بها عليك دينك ودنياك. والله تعالى أعلى وأعلم.
————————
(1) سبق تخريجه.